الباب الخاطئ lA puerta falsa
منصف الوهايبي
(بني ملال/الرباط21/24مارس2008)
اليوم العالمي للشّعر في المغرب
اليوم العالمي للشّعر في المغرب
جزء من مقال الاستاذ منصف الوهايبي
تَعَلَّمْ كَيْفَ تُمْسِكُ بالشَّمْسِ
لنْ أضيء العُمر كُلَّهُ،
لأدفئكَ.
ريم نجمي
لنْ أضيء العُمر كُلَّهُ،
لأدفئكَ.
ريم نجمي
مثلما تفتح"الطّريق الجديد" صفحاتها للكتّاب والقرّاء،بشتّى نوازعهم وميولهم؛أحاول في"الباب الخاطئ" هذه الفسحة المتاحة لي في بلد لا يزال يضيق بشعرائه"المختلفين"،أن أفسح لشعراء آخرين.وقد اخترت هذه المرّة ريم نجمي من المغرب.كان اللقاء مصادفة في بيت والدها بالرّباط حسن نجمي الشّاعر مدير بيت الشعر،ووالدتها الشاعرة عائشة البصري؛حيث استمعنا أنا والشاعر اللبناني شوقي بزيع إلى بعض قصائدها.
تنضوي هذه النّصوص إلى"قصيدة النثر".لكنّها تتفاوت من حيث موضوعها ولغتها.فمدار بعضها على توصيل موضوع وجداني ولغة مأنوسة،فيما يتخلّى بعضها عن الموضوع،ويستبدله ببناء لغويّ خاصّ،أو هو يقوّض"المعنى المنطقي"الذي ينهض على قاعدة الفهم،ويستخدم لغة المعيش واليومي،ويستولد صورا"سريالية" أو هي تذكّر بالسّرياليّين.
كان لا بدّ إذن أن أسلك إلى هذه النّصوص من باب خلفيّ؛كما أفعل عادة: أن أمسك بالخيط الذي ينتظمها. ولكنّه لم يكن أكثر من خيط العنكبوت نسّاجة النّجوم.بل لعلّي لم أمسك إلاّ بشكل تواريها. ومن ثمّ كان عليّ أن أتنسّم ضوءها الدّاخلي أو ما كان يتهيّأ لي أنّه ضوء:أعني الوعي الجمالي بالحاضر.غير أنّي لا استخدم هذا المفهوم البودليري، بمعناه الحرفي،وإنّما أضيف إليه "الإيقاع" من حيث هو الحضور نفسه..
هذه النّصوص متاهة فاغرة, حتّى وهي تحتفل بالأشياء وتسمّيها, ففيها تتقاطع الخطوط وتزدوج أو تمتدّ في هيئات متشابكة مضفورة,أو تنكسر وتنحني وتلتوي.والشّاعرة تؤدّي هذه الخطوط والهيئات في جمل وصور تنفكّ عن النّسق اللّغويّ القائم، فلا مبادرة إلاّ للكلمات, حيث تضطرب في كلّ كلمة كلمة أخرى وتتململ، حيث بإمكان الظلّ أن يمسك الرّيشة ويكتب، أو للّون أن ينتصبَ رفيقا غامضا لأشياء من المحسوسات والمجرّدات.
نصوص تثير بعض القلق في عوالمنا الأليفة وأشيائنا التي استتبّت أسماؤها،وهي تنفذ إلى تفاصيلها،وتقف على محتمل حركاتها،و تتكلّم على إثر ما تقوله اللّغة بصوت خفيض أو بصمت أقلّ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق